الشراكة-الجزائرية-الايطالية.

 المشروع الجزائري الإيطالي: شراكة استراتيجية لمستقبل اقتصادي واعد

لطالما جمعت الجزائر وإيطاليا علاقات اقتصادية وتجارية قوية، تعززت عبر السنوات من خلال اتفاقيات وشراكات استراتيجية. في هذا السياق، يأتي المشروع الجزائري الإيطالي كمبادرة تهدف إلى تطوير التعاون في مختلف القطاعات، من الطاقة إلى الصناعة والفلاحة، مما يعكس التزام البلدين بتعزيز التنمية المستدامة والاستثمار المشترك.

ما هو المشروع الجزائري الإيطالي؟

في يونيو 2024، أعلنت الجزائر وإيطاليا عن اتفاق استراتيجي لإنجاز مشروع زراعي ضخم في ولاية تيميمون جنوب الجزائر، يحمل اسم(بونيفيشي فيراريزي)    Bonifiche Ferraresi-BF“، ويمتد من عام 2024 إلى 2028، يهدف هذا المشروع إلى إنتاج الحبوب والبقوليات،

بالإضافة إلى تطوير الصناعات الغذائية، وذلك لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ودعم مسار الجزائر نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي والاستفادة من الخبرات الإيطالية في التقنيات الزراعية الحديثة لزيادة الإنتاجية وتحقيق الأمن الغذائي.

وفي يوليو 2024، تم التوقيع على اتفاقية-إطار بين الجزائر وإيطاليا لتنفيذ هذا المشروع باستثمار قدره 420 مليون يورو. يشمل المشروع تخصيص مساحة 36 ألف هكتار في ولاية تيميمون لإنتاج القمح الصلب، العدس، الفاصولياء المجففة، والحمص، بالإضافة إلى إنشاء وحدات تحويلية لتصنيع العجائن الغذائية، صوامع للتخزين، وهياكل حيوية أخرى.

أهداف المشروع الجزائري الإيطالي

كما يسعى المشروع إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية، أبرزها:

تعزيز الاستثمارات الثنائية بين الجزائر وإيطاليا.

نقل التكنولوجيا والمعرفة لدعم الابتكار في القطاعات المستهدفة.

تعزيز الإنتاج الوطني من الحبوب والبقوليات

زيادة الصادرات خارج قطاع المحروقات من خلال تصدير العجائن الغذائية

خلق أكثر من 6,700 منصب شغل

تحقيق التنويع الاقتصادي وتقليل الاعتماد على عائدات النفط والغاز.

دراسة التسهيلات الضرورية لانطلاق المشروع

وفي أكتوبر 2024، عُقد اجتماع بمقر وزارة الفلاحة والتنمية الريفية الجزائرية لدراسة التسهيلات الضرورية لانطلاق المشروع خلال الموسم الفلاحي 2024-2025. تم تخصيص 3,000 هكتار لإنتاج القمح الصلب و6,000 هكتار لزراعة البقوليات ابتداءً من أبريل 2025. شملت التسهيلات

1- توفير الطاقة الكهربائية

2- إنجاز المنشآت القاعدية كالطرقات المؤدية إلى محيط الاستثمار

3- شبكة الألياف البصرية

4- حفر الآبار الارتوازية

5- جمركة السلع والخدمات

 تسهيلات إدارية وتقنية أخرى

الصحراء الجزائرية / فلاحة

 أهمية المشروع للاقتصاد الجزائري

 اولا : تنويع الاقتصاد وتقليل التبعية  للنفط

   بالرغم من ان الطاقة تمثل العمود الفقري للاقتصاد الجزائري، إلا ان الشراكة مع ايطاليا قد تساعد في تنويع الإقتصاد عبر:

  1. دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
  2. تطوير القطاعات غير النفطية مثل ( السياحة والصناعات التقليدية )
  3. تعزيز الابتكار ونقل التكنولوجيا

ثانياً : توفير فرص عمل جديدة:

أي مشروع استثماري بحجم المشروع الجزائري الإيطالي سيؤدي إلى خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، سواء في قطاع الفلاحة اوفي قطاع الطاقة او البنية التحتية او الخدمات، مما يساهم في تقليل معدلات البطالة.

ثالثاً : تعزيز العلاقات التجارية مع اروبا:

عبر التعاون مع إيطاليا يمكن للجزائر ان توسع نفوذها في السوق الأوروبية، مما يسهل وصول المنتجات الجزائرية الى دول الاتحاد الأوروبي بشروط افضل.   

التحديات المحتملة أمام المشروع

على الرغم من الفوائد الكبيرة للمشروع، إلا أن هناك تحديات يجب مواجهتها لضمان نجاحه، مثل:

العقبات القانونية والإدارية التي قد تعرقل سرعة تنفيذ الاتفاقيات.

التحديات التمويلية التي تتطلب بيئة استثمارية جذابة.

التغيرات الجيوسياسية وتأثيرها على استقرار الشراكة الاقتصادية.

مستقبل الشراكة الجزائرية الإيطالية

مع استمرار الجهود لتعزيز التعاون، من المتوقع أن يشهد المشروع الجزائري الإيطالي توسعًا في السنوات القادمة، ليشمل مجالات جديدة مثل التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي، مما يعزز مكانة الجزائر كمركز اقتصادي في المنطقة.

  خطوة نحو تعاون اقتصادي أعمق

أخيرا:

يمثل المشروع الجزائري الإيطالي نموذجًا ناجحًا للتعاون الدولي، حيث يحقق مكاسب اقتصادية لكلا البلدين ويعزز فرص التنمية المستدامة. ومع استمرار دعم الحكومتين والمستثمرين، يمكن أن يصبح هذا المشروع نقطة تحول في العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وإيطاليا.

كما يُعتبر هذا المشروع خطوة هامة نحو تعزيز الأمن الغذائي في الجزائر وتطوير القطاع الزراعي من خلال شراكات دولية استراتيجية.لمزيد من المعلومات حول الشراكة التاريخية بين الجزائر وإيطاليا ضمن مشروع ماتيي، يمكنك مشاهدة الفيديو التالي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *