حصاد 2025

موسم الحصاد 2025 في الجزائر: خطوة استراتيجية نحو الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي

يشكّل موسم الحصاد 2025 في الجزائر محطة مفصلية في مسار تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الحبوب، خاصة القمح الصلب، كما تسعى الحكومة إلى تسخير كافة الوسائل اللوجستية والتنظيمية لإنجاح حملة الحصاد والدرس، بما ينسجم مع رؤية الدولة لضمان الأمن الغذائي الوطني في ظل تحديات عالمية متزايدة.

    تحضيرات شاملة لحملة الحصاد 2025

ترأس وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، يوسف شرفة، اجتماعًا تنسيقيًا يوم السبت 3 ماي 2025، لمتابعة التحضيرات الجارية لموسم الحصاد، الذي انطلق فعليًا أواخر أفريل بمحصول الشعير، بينما بدأ حصاد القمح الصلب واللين في بداية شهر ماي.

شارك في الاجتماع ممثلو 11 ولاية جنوبية، إضافة إلى كبار مسؤولي القطاع، بهدف تقييم جاهزية المعدات والوسائل الضرورية لضمان حصاد فعّال، لاسيما في الولايات ذات الإنتاج المرتفع مثل:

أدرار، تيميمون، ورقلة، المنيعة.

 دعم لوجستي ضخم: شاحنات جديدة وصيانة العتاد

في حين أعلن الوزير عن تعزيز أسطول النقل التابع للديوان المهني للحبوب بـ120 شاحنة جديدة، لتنضم إلى أكثر من 1500 شاحنة قائمة لتسريع نقل المحصول من المزارع إلى مراكز التخزين.

كما شدد على أهمية صيانة الحصادات قبل انطلاق عملية الحصاد لضمان جمع فعّال للمحصول، مشيرًا إلى أن المساحات المزروعة هذا الموسم بلغت 149.000 هكتار، بزيادة قدرها 40.000 هكتار مقارنة بالموسم السابق.

  البنية التحتية: صوامع ومراكز تخزين جديدة

أطلقت الدولة برنامجًا طموحًا لإنجاز 30 صومعة و350 مركز تخزين جهوي للحبوب، في خطوة لتعزيز القدرة التخزينية واستيعاب الفائض من الإنتاج الوطني، ضمن استراتيجية تهدف إلى تقليل التبعية للاستيراد، خصوصًا في القمح الصلب.

وأكد وزير الفلاحة على أهمية تهيئة مراكز الاستقبال وتحسين ظروف تسليم المحصول للفلاحين وفق دفتر الشروط، إضافة إلى تسريع الخدمات الإدارية والدعم التقني والمالي للمزارعين.

 توقعات إنتاج القمح في الجزائر لعام 2025

كشف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أن الجزائر ستبلغ الاكتفاء الذاتي الكامل في القمح الصلب نهاية 2025.

ويعزز هذا التوجه تصريح رئيس المجلس المهني لشعبة الحبوب، غني بن علي، الذي أكد أن الجزائر تغطي حاليًا 80٪ من حاجتها من القمح الصلب، وتسير بخطى ثابتة نحو تغطية باقي الاحتياجات من القمح اللين والشعير والذرة.

 عوامل النجاح والتحديات

يرى الخبراء أن تحقيق نتائج إيجابية يتطلب:

توفير بذور محسّنة وذات جودة عالية.

دعم آليات السقي والمكننة.

تسهيل الوصول إلى العتاد الفلاحي أقل من 7 سنوات.

دعم القروض والتحفيزات البنكية.

وفي الوقت الذي واجهت بعض الولايات الغربية مثل الشلف تحديات مناخية (جفاف، رياح ساخنة)، تمكنت المناطق الصحراوية النموذجية من تحقيق مردودية قياسية بلغت 80 قنطارًا في الهكتار.

  

إن موسم الحصاد 2025 في الجزائر ليس مجرد حملة فلاحية، بل يمثل خطوة حاسمة نحو تعزيز السيادة الغذائية وتقليل الاعتماد على الواردات. وتُظهر المؤشرات والتدابير الحكومية أن الجزائر على الطريق الصحيح لتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي، بدعم من الفلاحين والتقنيات الحديثة والتخطيط المسبق.

شاهد أيضاً

الصحراء الجزائرية بعيون الرحالة الاجانب

الصحراء الجزائرية في مذكرات الرحالة الأجانب: شهادات موثقة

لم تكن الصحراء الجزائرية مجرد مساحة فارغة في عيون الرحالة الأوروبيين، بل كانت عالمًا فاضحًا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *